من ألمانيا.. لقاء مع الأديب والشاعر العراقي الدكتور عدنان الظاهر

أجرى الحوار شربل بعيني
خاص بجريدة العراقية ومجلة لقاء
الدكتور عدنان الظاهر.. هو أحد أقدم الأقلام التي زينت بإبداعها مجلة "ليلى" الالكترونية التي كانت من أوائل المجلات العربية في بداية عهد الانترنت، ومن ثم انتقل الى "الغربة"، ليزيدها بهاء وروعة.
كان وفياً لرحلتنا الاعلامية، رغم بعده الجغرافي عنا، إيماناً منه بأن الكلمة الصادقة، كالحب، تصل الى كل مكان دون أن تعرض جواز سفرها على أحد، أو تتعرّض للاعتقال. وقد انضم مؤخراً الى أسرة جريدة العراقية لصاحبها الدكتور موفق ساوا.
انه موسوعة علمية وأدبية وسياسية بكل ما للكلمة من معنى، وها نحن نلتقيه عبر الانترنت لنطلع قراء مجلة "لقاء" التابعة لموقع الغربة على مسيرته الحياتية المشرفة:
1ـ هل بالامكان أن تعرّف قراء جريدة العراقية ومجلة لقاء التابعة لموقع الغربة بالدكتور عدنان الظاهر.. لمحة سريعة لو سمحت؟
أنا عدنان عبد الكريم الظاهر مولود في محافظة بابل .
أنهيت دراساتي الإبتدائية والمتوسطة والثانوية متنقلاً بين أكثر من مدرسة ومدينة لكني أنهيتُ دراستي الجامعية ( بكالوريوس علوم / كيمياء ) في بغداد عاصمة العراق. درست في جامعة موسكو كيمياء التحولات النووية متمتعاً بإحدى زمالات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا. أنهيت أبحاثي ودراستي في جامعة موسكو والتحقت بجامعة كالفورنيا الأمريكية في إرفاين كباحث علمي مشارك وواصلت أبحاثي في مجالات كيمياء التحولات النووية. عدتُ أواخر عام 1969 للعراق وأُضطررتُ للعمل مدرّساً في كلية العلوم / جامعة بغداد. بعد ثماني سنوات أجبرتني الظروف السياسية أنْ أغادر العراق في شهر تموز 1978 فعملتُ في جامعة الفاتح في العاصمة الليبية طرابلس أستاذً مشاركاً في قسم الكيمياء. غادرتُ وعائلتي طرابلس وأقمنا في مدينة ميونيخ الألمانية. كنتُ لقرابة عامين أكاديمياً زائراً في جامعة ويلز ( مدينة كاردف ) في بريطانيا وأجريت ابحاثاً هناك في بعض مجالات الكيمياء غير العضوية. ثم التحقت بجامعة شفيليد البريطانية وعملت فيها لثلاث سنوات باحثاً علمياً مشاركاً. أوائل عام 1993 عدتُ إلى ألمانيا حيث أقيم اليوم مع عائلتي في مدينة ميونيخ.
2ـ كنت من أوائل الذين كتبوا في مجلة ليلى الالكترونية، ومن ثم في مجلة الغربة التي أكملت مسيرتها، وما زلت أحد أشهر كتابها، هل لك أن تخبرنا عن هذه المرحلة؟
توثقت علاقاتي مع أخي الأستاذ شربل بعيني والفضل لمجلتي " ليلى " وموقع الغربة وإذاعة الغربة فغدونا أصدقاء يفهم أحدنا الآخر وغدت بيننا مجاملات وملاطفات وتبادل بعض وجهات النظر.
3ـ الدكتور عدنان الظاهر هُجّر كما هجّرنا نحن تماماً، هل بالامكان اطلاع القراء عن تلك المرحلة؟
لم أُهجّر لكن الشأن السياسي في سبعينيات القرن الماضي في العراق أجبرني على مغادرة وطني العراق حرصاً على مستقبل أطفالي ووالدتهم وهذا الظرف السياسي الذي عنيتُ أوصل العراق إلى هو ما فيه اليوم : إحتلال وخراب ودمار ونهب وسرقات وفساد مالي وسياسي وإداري وقبل الإحتلال الأمريكي للعراق حوصر العراقيون وذاقوا من جرّاء الحصار الويل والجوع والثبور فضلاً عما لحقه جرّاء الحروب وغزو الجيران و .... و ....
4ـ هل تحن للرجوع الى العراق، وكيف هي نظرتك الى أوضاعه الآن؟
عندما تطول سنوات الغربة تصبح هذه الغربة وطناً. أحن للعراق ففيه بقايا من بعض أقاربي وتحت تربته عظام أهلي وأجدادي وفيه ذكرياتي أعز الذكريات لكني لا أتمنى العيش فيه وقد تركته لثماني وثلاثين عاماً وأصاب الأجداد حين قالوا [اللي ما تشوفوا العين تنساه القلوب]].
5ـ  ما سبب الفلتان الأمني في الدول العربية، هل هو بسبب الطائفية، أم الاطماع السياسية أم الحالة الاجتماعية المتردية؟
عاملان يتبادلان لعب الأدوار : العامل الداخلي في كل بلد عربي ثم العامل الخارجي وأخطر لاعبيه أمريكا وإسرائل وبعض بلدان الناتو. 
6ـ تكتب النثر وتنظم الشعر من أين جاءتك موهبة الكتابة وأنت دكتور في الكيمياء على ما أعتقد؟
أنا بطبيعتي ـ والإنسان ابن طبيعته ـ أميل للفن والأدب وخاصة الشعر لكن الأهل أجبروني منذ صغري على دخول الفروع العلمية ثم أرادوني طبيباً وأخيراً وجدتُ حلاً وسطاً وهو أهون الشرور : إمتهان الكيمياء . الشعر والأدب عامة طبعي وهوايتي لكنَّ الكيمياء كانت دوماً مهنة مفروضة عليَّ ووسيلة للعيش والإرتزاق. 
7ـ كتبت عدة مقالات عن حقوقك المسلوبة في العراق، هل نلت حقك الآن؟
لم أنلْ من حقوقي المهظومة إلاّ أقل من عشرة بالمائة أي نسبة مئوية لا تساوي شيئاً ولا تستحق ما بذلتُ من أتعاب ووقت وجهد ومال ومواجهة مخاطر التفجيرات والسيارات المفخخة في ساحات وشوارع بغداد.... ولا تنسَ حرّ الجو في بغداد صيفاً.
8ـ تعيش الآن في ألمانيا، هل أنت معزز ومكرّم هناك؟
أعيش في ألمانيا كأني في إحدى جنّات الخُلد حيث أنهار العسل واللبن وشتى أنواع الخمور من جن وكونياك وويسكي ورُمْ ولا تنس بيرة أعياد أكتوبر التي تنتهي اليوم ومكانكم خالٍ للأسف.
9ـ ماذا تقول لأبناء بلدك العراقيين في أستراليا؟
أقول لأبناء بلدي في أستراليا ما أقول لسواهم المنتشرين في شتى أصقاع العالم تحت ألف سماء وسماء : أفيدوا للحد الأقصى مما أنتم فيه من نعيم حضاري ونظام وسيادة القانون وكونوا الوجوه الناصعة في تمثيلكم لوطنكم العراق وأنتم متغربين.

CONVERSATION

1 comments:

  1. د. عدنان الظاهر ـ المانيا4 أكتوبر 2015 في 2:29 م

    يا سلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالاممممممممممممممممممممممم
    على ذوقك الرفيع أيها الإنسان الفنان الشاعر ألف ألف سلام عليك عزيزي الأستاذ شربل سيّد الشرابل وأمير القناغر الأسترالية وما جاورها ...
    أشكر جهدك خاصة في بحثك عن صوري القديمة وحسن اختيارك .
    عدنان

    ردحذف