الشاعرة لبنى دانيال : القصيدة تكتبني قبل أن أكتبها وأحلامي التي تولد كل يوم هي ملهمتي


حاورها : شاكر فريد حسن 
لبنى دانيال شاعرة شابة من مدينة الناصرة ، تمتلك وعياً وفكراً متنوراً ، وتتمتع بروح وطنية وعواطف جياشة ، دخلت عالم الإبداع ونشرت ومضاتها الشعرية في الصحف الفلسطينية ، ومنها صحيفة "الاتحاد" العريقة ، وشاركت في العديد من الأمسيات الثقافية ، وصدر لها ديوانان من الشعر ، الأول "هنا أرضي" والثاني "خطى"، والكتاب لثالث في الطريق وهو عبارة عن نصوص ، وتتميز كتاباتها بالمباشرة والوضوح ، وسلاسة اللغة ، ورقة المعاني . وقد ارتأيت أن أقدمها للقراء من خلال هذا الحوار :
من هي لبنى دانيال ؟
لبنى إنسانة حالمة تحب الحياة البسيطة وتجد فيها سحراً خاصاً ...
حدثينا عن بداياتك الشعرية ؟
كتبت القصيدة الأولى في طفولتي .
كيف تولد القصيدة عندك ، ومن هو ملهمك ؟
 القصيدة تكتبني قبل أن أكتبها .. وأحلامي التي تولد كل يوم هي ملهمتي .
من هو شاعرك المفضل ؟
أحب الكثير من الشعراء والشاعرات ، والكلمات ذات الفحوى والمضمون العميق التي تؤثر في النفس والروح تشدني وتكون كأداة للتعامل مع الحياة اليومية ، وأحب الإيقاع في القصيدة .
ما هي مضامين قصائدك ؟ وهل أنت راضية عن كتاباتك الشعرية حتى الآن ؟
قصائدي تعبر عن خلجات قلبي ...عن مشاعر وأفكار تتفاعل مع واقع أو حلم ... الإنسان يصبو للكمال رغم أنه لن يصل ... ولكني إنسانة أرضى بأشياء كثيرة لكن هذا لا يلغي الطموح وما زلت في عملية بحث عن كتابة القصيدة المؤثرة في نفسي وفي قلوب الناس .
هل لك اهتمامات غير الشعر ؟
أحب الموسيقى بشغف .
الحب ، هل له خصوصية في نصك الشعري ؟
الحب بفكري وقلبي قيمة عليا وغالباً ما يحضن قصائدي .
ما القصيدة التي فاضت بها روحك وتعتزين فيها ونالت إعجاب الناس والقراء ، وماذا تقولين فيها ؟
قصيدة "شحرور الغيط"  أحبها ،  وأحبها كثيرون ، وفي جزء من هذه القصيدة أقول :
شحرور الغيط 
حامل الأخبار... يخبئها 
قصصاً بين أغصان الغار
والزيتون ...
تريثّوا .. الحلم .. هرّقوا على جمركم 
أو أن الحرب في فجركم 
عبادة 
أسألكم يا سادة ؟!

فلسطين الوطن والأرض والهوية والحلم ، كيف تبدو في أشعارك ؟
فلسطين الحبيبة هي المحرّك الرئيسي للمضامين ، وهي كل شيء .
أين تجدين نفسك أكثر في القصيدة النثرية أم العمودية ؟ 
إنني من أنصار القصيدة الحرة وغالباً النثرية .
هل أنصفك النقد ، وما رأيك بالحركة النقدية المحلية ؟
لي عالمي الخاص بي ... لم أقرأ نقداً بناءاً حول قصائدي إلا القليل وأحب أن أسمع نقداً أو أقرأ لتطوير الأفكار والأساليب ، ولا أرى الحركة النقدية فعالة بشكل صادق ومثري في الساحة الثقافية رغم حضورها بعض الشيء ، ونفتقد للكلمة المباشرة .
كيف تقرأين المشهد الثقافي الفلسطيني في الداخل ؟ 
المشهد الثقافي الفلسطيني مؤثر وجميل وفي تطور دائم ، والكلمة سيدة الموقف ... الألم العظيم يلد الأفكار العظيمة والناس المؤثرة في مجتمعها .. نحن شعب يتألم لكنه يعشق الحياة ، ولهذا نكتب ونغني ونرسم ونبدع .
الحرية كيف تفهميها ؟ 
الحرية قيمة عليا وجميل أن تشعر إنك حر ، ولكن يجب معرفة كيفية مزاولتها دون المس بحرية الآخر .
ما هي الأفكار والقيم التي تؤمنين وتحلمين فيها ؟
تستطيع فعل الكثير بالحق لكن بالحب أكثر .. وعلينا أن نبني الجسور مع الآخرين وليس بناء الجدران ، كي تكون الرؤية أوضح ومجدية ، ويجب فهم الفكرة أن  كل له قصته .
في زمن الثورات والتحركات الشعبية والتحولات الكبيرة ، كيف تنمو قصيدتك ؟
يؤلمني ويقض مضجعي معاناة شعوب ، لهذا أكتب .
ما هي أجمل الكتب التي قرأتيها وتشعرين بالعودة لقراءتها من جديد ؟
رواية "موانئ المشرق" للكاتب أمين معلوف أثرت في نفسي وأحب قراءتها مجدداً .
ماذا مع مشاريعك الأدبية القادمة ؟ 
كتبت قصيدة عنوانها "يا صديقي" وتم تلحينها وسوف تغنى ، وهي قيد التسجيل ، وحين تتحقق الفكرة سأوافيكم بالتفاصيل .، وأحضر لكتاب جديد عبارة عن نصوص أدبية . 
ماذا تختارين للقراء والمتصفحين من قصائدك ؟ 
قصيدة "خطى " وتقول كلماتها :
تنبض الأرض في القلب أطيافاً 
هذه الأرض 
لن تضيع 
كلما مشينا في حقول القمح 
كلما مرت ظهيرة 
على شفا لقاء
أعط للأرض محبة 
تعطيك الأرض ثباتا ونباتا
هناك من يمرون في هذه الأرض
في حياتك ...
يصبحون في عداد المنسيين 
وهناك من يصبحون من الذكريات 
التي تعود 
كلما نظرت الى قوس قزح 
وهناك وهناك 
من يبقون في صميم القلب
على شواطئ الندى 
صباحاً يطل على أهدابك 
يحتويك 
كلما خانتك الظروف 
أحبك يا أرضنا النابضة بالحروف 
الحالمة السابحة نحو خطى الأمل .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق