حوار مع الكاتبة الأردنية ربا قنديل

حاورها: عبد القادر كعبان/الجزائر

ربا قنديل كاتبة شابة من الأردن الشقيق، تدخل الساحة الإبداعية بباكورتها الروائية "ازدواجية الزمن" بخطوات ثابتة، هي تعشق النص النثري وتكتبه بصدق وعفوية مطلقة، كما أنها شاعرة أيضا وتكتب المقالة بشغف كبير. في هذا الحوار حاولنا التعرف على صاحبة لقب أصغر روائية في الأردن لعام 2014 وتقديمها للقارئ العربي فيما يلي:
أولا من هي ربا قنديل الإنسانة؟
شابة تتدرب وتعمل بالصحافة، لها نشاطات اجتماعية وأدبية متعددة، صاحبة مبادرات شعرية، تهتم بالإبداعات الشبابية بكافة الأصعدة والمجالات، هاوية للكتابة والقراءة.

بمن تأثرت في بداياتك الأدبية محليا وعالميا؟
تأثري لم يكن بأشخاص معينين بل كانت قراءاتي بآداب مختلفة ومتعددة لعلي أميل أكثر للأدب العربي بسبب جمال عباراته، وبعض الآداب المترجمة كالإنجليزية واليونانية. 
  
تكتبين في العديد من المجالات الأدبية كالنصوص النثرية والشعرية والمقالة، فأين تجدين نفسك أكثر إبداعا؟
الإبداع هو من يجدنا لسنا من نجده وبدوري انتمي فكريا وقلبيا للشعر، لكن للرواية متسع آخر في التعبير هي اقرب للغة الناس واقدر على إيصال الأفكار وطرح النقاشات ومعالجة القضايا. 

لقد صدرت لك مؤخرا رواية تحت عنوان "ازدواجية الزمن"، التي تناولت واقع المرأة والمشاكل التي تواجهها بعد الزواج. ما هي الرسالة التي أرادت ربا قنديل أن توصلها للقارئ عموما؟ 
أهم فكرة احتلت الجزء الأكبر من تفكيري هي فكرة الأوطان والأوطان البديلة، وكيف علينا كمجتمع إعادة الحس الخاص بالأوطان لأفكار شبابنا حيث أني لمست أثناء تعاملي مع العديد من الفئات وخصوصا الشبابية الجنوح عن حب الوطن وأهميته.
وسعيت وأنا في مرحلة إنشاء عملي لإيصال فكرة السلوك المزدوج واستخداماته من قبل البشر بالعموم ومن قبل المرأة بالخصوص اتجاه التحديات المفروضة من المجتمع الذكوري خصوصا في الوطن العربي. 
و أسمى رسالة وددت ايصالها لقرائي أن المرأة العصرية قادرة على أن تجمع المتضادات بحياتها وتعالج مشاكلها بشكل يمكنها من خلاله المحافظة على كيانها كامرأة متحررة وسيدة مجتمع والمحافظة على ذاتها أو ما يوصف بالأنا من جهة وعلاقاتها الاجتماعية والعاطفية من جهة ثانية. 

ما هي قصدية عنوان روايتك الأولى يا ترى؟
الزمن هو من يستطيع حمل أعباء سلوكاتنا أي أعباء هذه الازدواجيات لذا أطلقت عليها اسم "ازدواجية الزمن". 

كيف قمت برصد حركة شخصيات روايتك، هل تم ذلك من خلال مشاهداتك اليومية أم من خلال ما سمعته من قصص واقعية؟
القصص الواقعية تسهم بشكل كبير بتشكيل أعمالنا وبنائها بصورة واقعية، وأنا أتممت إعداد عملي وأنا على مقاعد الدراسة لذا كان لتعاملي مع العديد من الفئات المجتمعية المختلفة الدور الأكبر في بناء هذه الشخصيات، كما أن للبناء الفكري دور بارز خصوصا إذا كان الشخص مستمع جيد للقضايا الاجتماعية التي تخص العلاقات الاجتماعية. 
  
أقامت مؤخرا مؤسسة عبد الحميد شومان أمسية لتوقيع عملك الروائي الأول، فكيف استقبله النقاد؟
النقد نقطة ايجابية لكل كاتب ومهمة لتقيم عمله الأدبي فهي تقيم فكرة وأسلوبه ساعية لتحسينه والتقدم به، النقاد الذين تناولوا عملي كانوا جادين برأيي وأنا استفدت الكثير من رؤيتهم خصوصا أن إصداري هذا هو الأول وكانت الانطباعات عنه جيدة وهذا الأمر يسعدني ويحفزني لأقدم عملي الثاني بشكل أفضل بكثير. 
  
وكيف استقبلها القراء الذين حضروا الأمسية بشكل عام؟
القراء هم من يمدون الحرف بالجمال وهذا الأمر التمسته أثناء وقوفي على المنصة عندما اقرأ بحضور محبي الحرف يكون للقراءة طعم آخر وللحروف نغم ساحر، كان الحضور رائع التمست الفرح بأعين الجميع لم أتلقى ملاحظات سلبية أثناء الأمسية ولا بعدها.
  
كيف تنظرين إلى حركة السرد في الأردن اليوم؟
الحركة السردية بحاجة لحياة أكثر باعتقادي ولربما أرجح ذلك لأني قارئة جيدة نسبيا وأحب النص المفعم بالحياة وليس المفعم بالحروف والأحداث نحن بحاجة لنقلة نوعية وتغير في أسلوب طرح الأفكار بحاجة لإنعاش القارئ أثناء القراءة بحاجة لأن نغير أفكاره عن الرواية العربية بشكل عام، بنظري لا أمانع باستخدام أسلوب السرد النثري والشعري فهو يحمل كم كبير من المشاعر والأحاسيس وهي تمنح الايجابية للقارئ.

أكيد أنه بعد فوزك بلقب أصغر روائية في الأردن لعام 2014 يشعرك بمسؤولية تجاه أعمالك الأدبية المقبلة، فما تعليقك؟
المسؤولية تقع على عاتقي منذ أن أطلق اللقب ومنذ أن أصبحت أفكاري مطبوعة على الورق، علي كما قلت وكما سأقول الآن أن أحقق في عالم الأدب شيء لم يتحقق من قبل، أنا أطمح لامتلاك قلم مختلف عن كل الأقلام وحرف يضاهي كل الحروف. 

ماذا تكتبين حاليا؟
الآن أوشكت على الانتهاء من كتابة إصداري الثاني وهو مجموعة نثرية تحتوي قصص على شكل خواطر منثورة.

ما هي رسالتك لكل كاتب شاب لا يزال في خطواته الأولى في عالم الإبداع؟
رسالتي للشباب الطموح لا تترك نصفك فارغا تملئه الأمنيات، ولكل من ينتظر فرصة الفرصة لا تأتينا علينا نحن أن نجدها وإن لم نجدها علينا أن نخلقها.

كلمة ختامية للقارئ العربي؟
لجميع القراء العرب أود أن أقول لا تحرموا الكتاب الحديثين من شرف قراءة حروفهم، نحن نعول عليكم الكثير لتكتشفوا مواهبنا.
وأتمنى أن يرتقي الفكر العربي أثناء انتقاء الأعمال الأدبية وأدعوكم للتوسع بالقراءة وأقصد هنا نوعوا من أجناس الكتب ومن جنسيات المؤلفين، بالأدب كل الشعوب تشترك به ليصعد، وأساليب الكتابة لا تقتصر على مجتمع دون آخر لذا فإن التطبع الفكري للقراء أصبح واحد لإفتقارنا للتنويع الثقافي.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق