فاتن السعود لمجلة لقاء: عندما تغيب المرأة عن الكتابة يغيب معها الكثير

بيروت ـ مجلة لقاء -غفران حداد

الكاتبة الدرامية فاتن السعود أقتحمت عالم  الكتابة للدراما في وقت تخلو الساحة من الاقلام النسائية وان وجدت فهي ليست بذات الابداع والحرفنة , وكل عمل تكتبته يترك بصمة كبيرة وواضحة  في الساحة الفنية ويبقى خالدا في اذهان الجمهور من اعمالها الدرامية التي كتبتها مسلسل " آه يا وطن ","  أوان الحب" , "القناص 1006 " وغيرها الكثير.
مجلة "لقاء" اتصلت بالكاتبة  المبدعة وحاورتها للحديث عن مشوارها في الكتابة للدراما العراقية وحياتها في سياق اللقاء الاتي.

*حدثينا عن البيئة التي ولدت فيها موهبة فاتن السعود؟
_كل ما أمتلكه اليوم من ولع في الكتابة..ونهم في القراءة يعود للبيئة التي نشأت فيها..فأنا البنت الكبرى لعائلة المهندس الزراعي جبر سعود..لدي أم متفانية في سبيل عائلتها كافحت وناضلت من أجل ربط اواصر البيت على أكمل وجه في حدود إمكانياتها..وأبي مثال الأب المضحي والمكافح في سبيل تلبية كل إحتياجاتنا مذ كنا صغاراً..وهو صاحب الثقافة العالية في العلم والأدب والتاريخ والدين ..تعلمت منه حب القراءة والإطلاع والفضول الإيجابي للمعرفة في كافة زوايا الحياة..وأخذت منه الجانب الفني فقد زرع فيَّ حب الرسم والألوان دون قصد بعدما كنت أتلمس حبه للفن المرسوم منذ بواكير طفولتي..فعزمت على أن أسلك طريق الفن عامة والرسم خاصة..ودأبت على مطالعة وقراءة كل مايتعلق بهذا الفن حتى قادتني الحياة والفرص لفن كتابة السيناريو..وأنا عموما محبة لكل أنواع الفنون مهما كانت تفاصيلها.

*من اكتشف موهبتكِ؟ ومن ساعدكِ في هذا المجال؟
_الحقيقة العم ناظم السعود هو من إكتشف موهبتي في الكتابة بعدما طلبت منه الإطلاع على سيناريو بسيط..فتفاجأ ودعاني لتطوير موهبتي التي تلمسها منذ المشهد الإستهلالي على حد تعبيره..فسلمني عدة كتب تعنى بتطوير موهبة المبتدءين في كتابة السيناريو مثل كتاب السيناريو لسد فيلد وكتاب فن السيناريو وبالرغم من كون هذه الكتب تختص بتدريس فن كتابة السيناريو السينمائي إلا إنني إستفدت منها قدر المستطاع فبالتالي السيناريو المعاصر للأعمال الدرامية يشبه إلى حد كبير سيناريو الأفلام من حيث طول المشهد وتكثيف الحدث ومواقع الحبكة.

*أول عمل درامي كتبتهِ؟
_أول عمل كتبته بشكل محترف كان مسلسل آه ياوطن..العمل الذي فاز في مسابقة البغدادية الكبرى للدراما عام 2009 والفائز من بين مئة نص عراقي بإشتراك أبرز وأعرق كتاب الدراما العراقيين ..كانت لجنة التحكيم الموقرة مكونة من أسماء لامعة لا تشوبها شائبة مثل..عواطف نعيم..عزيز خيون..حامد المالكي..صلاح كرم..صباح عطوان..عبد الهادي الراوي..بهجت الجبوري..أشاد الجميع بالنص كانت لهم ملاحظاتهم وبالطبع كانت في محلها ولكن العمل بشكل عام حاز على إعجاب الجميع حتى إدارة القناة وقتها فضلته في الإنتاج على غيره من ناحية الوقت ولكن..العديد من الظروف غير المؤاتية أطاحت بالعمل إخراجيا وإنتاجيا وأدى ذلك إلى خروجه بشكل هزيل للجمهور واقصد مسلسل(القناص 1006) بعدما تم تغيير عنوانه الأصلي من قبل القناة.

*ما سر نجاح مسلسل أوان الحب" للمخرج فيضي الفيضي؟
_البساطة والواقعية هي سر النجاح..أنا لم افعل شيء سوى إنني لامست نبض المجتمع العراقي المعاصر في عدة عوائل تشبهنا ومداخلات علاقاتهم تشبه إلى حد كبير الكثير مما نمر به ويمر به المقربون منا يوميا..مشاكل زواج الأقارب مشاكل المجتمع المزدوج والغير مثقف..مشاكل الإنسان الواعي وهمومه وهو يعيش في دوامة من لا يفهمه ولا يقدر معاناته ورغباته,, كلها كانت أسباب نجاح العمل بالرغم من تواضعه .

* هل تعتقدين بأن الممثلين جسدوا الأدوار بشكل يواقف ما كتبتيه وخططتِ له على الورق؟
_نعم بالطبع كل ممثل أدى دوره بالشكل المطلوب ولو كنا جميعا نتفق على إنه كان بمقدورنا تقديم الأفضل من ناحية النص..والإخراج..والإنتاج ..لكننا نعتز بهذه التجربة ,,وكل ما كان ينقص العمل للوصول إلى درجة ترضي طموحي هو بالطبع من اولوياتي في تجاربي القادمة بإذن الله.

* لم نرى لكِ عمل درامي في رمضان 2014 ما السبب؟
_العمل موجود وسيتم إنتاجه بإذن الله ولكن حدود الإنتاج بالنسبة للعراقية كانت مزدحمة بعض الشيء فتم تأجيل الإنتاج وبالطبع هناك ملاحظات وتغييرات على بنية النص سيتم العمل عليها في الفترة القادمة من أجل الظهور بأحسن صورة ..النص إجتماعي معاصر وهو يعبر عن وجهة نظري الدائمة بتقديم الحدث المعاصر للفرد العراقي.

*كيف تنضرين لتقييم لجنة تقييم النصوص الدرامية في شبكة الاعلام العراقي؟
_لجنة تقييم النصوص الدرامية لجنة محترمة وهي تضم نخبة من الأكفاء لديهم الكثير من التقدير والإحترام للكاتب سواء كان مغموراً أو مشهوراً ..فعملهم الأساسي يعتمد على النص ومن هنا يأتي التقييم.

*لماذ البطولة النسائية غائبة بشكل عام عن كتابات كتّاب الدراما؟
_عندما تغيب المرأة عن الكتابة يغيب معها الكثير ..وأولها عدم وجود نصوص مكتوبة خصيصاً للبطولة النسائية بالرغم من كوننا مجتمع يزخر بالقصص النسائية المذهلة والتي لاأبالغ حينما أقول تستحق جوائز توازي جائزة الأوسكار في رمزيتها وما تعنيه للحياة والإنسانية جمعاء, فالرجل حينما يكتب غالبا ما يود أن يشير إلى نفسه  أو إلى من يشبهه وهذه حالة طبيعية جدا فبالنتيجة سنحصل على عمل واقعي يعبر عن حقيقة مأخوذة من الواقع الذي نعيشه..ولكن من سلبيات إستحواذ الرجال على زمام الكتابة هو عدم التغلغل بشكل مطلوب في عالم المرأة الذي لن يقدمه ولن يبدع فيه سوى المرأة نفسها.

*لو لم تكوني كاتبة درامية فماذا يمكن ان تكونين؟
_لكنت ربة بيت وكاتبة حتى ولو كان ليكون ذلك لمجرد الكتابة دون الإحتراف, فعلاقتي بالقلم والورق عتيقة جداً وهي علاقة أزلية.

*ماذا تعني لكِ الأسماء التالية؟ 1-الكاتب صباح عطوان 2-حامد المالكي
_ الأستاذ صباح عطوان كاتب كبير تربينا على كتاباته وأعماله الدرامية الرصينة والتي كنا نعتمدها كمقياس على جودة الدراما العراقية ,ولكن.. في داخلي عتب خاص عليه وأرجو أن تكون إجابتي هذه كافية .!
أما بالنسبة للأستاذ حامد المالكي فله الفضل في تشجيعي ومساندتي معنوياً في بداية مشواري ..حيث صرح في أكثر من لقاء تلفزيوني وإذاعي وصحفي عن موهبتي وإحترامه لها وتقديره الأستاذ حامد المالكي أكبر من أن تقيّمه فاتن السعود ..أستاذي وصديقي له كل التقدير والتحايا.

*ماجديدكِ ؟
_أنا في حالة كتابة دائمة,,أكتب عمل جديد وهو مشروع كبير إنتاجياً ودراميا أتمنى أن يرى النور قريباً,,مع نخبة من أبرز الأسماء في عالم الفن المستقل في العراق.

*أين أنت من كتابات للمسرح الجاد او الجماهيري؟
_المسرح عالم آخر..أستذوقه ولا أجرؤ على الولوج في دهاليزه فهو فخ لكل من يستسهل الكتابة فيه,,المسرح عالم لأناس آخرين لايشبهوننا لهم طقوسهم الخاصة في الحياة والمسرح..يبدعون فيه ويخلصون له فيعطيهم الكثير من بريقه وسحره فتكون خشبته غايتهم الأسمى ,,أنا أخشى رهبة المسرح ولا أخجل أن أقول ذلك .

* بماذا تحلم الكاتبة والمؤلفة فاتن السعود؟
_دراما راقية ترفع إسم وسمعة الفن العراقي داخل العراق وخارجه,,تليق بتأريخ عمالقته من صناع الفن الجميل الذي لن تمحوه عثرات هذه الأيام.

*كلمة أخيرة تودين قولها لأصحاب؟
_اود ان اقول لكل من يمكنه ان يقدم يد المساعدة للإرتقاء بمستوى الفن والفنانيين أن لا يبخل بشيء من أجل الوصول لهذا الهدف السامي ..تلفزيونيا أو سينمائيا..او مسرحيا..فالهدف واحد وهو إعادة إحياء روح الفن العراقي التي كان من الممكن أن تكون هي السباقة لكل تطور وكل تجديد وحداثة لولا ما نزل عليها وعلينا من نكبات وما ممرنا به من كبوات أوقف أو أرجعت أو بالاحرى مزقت تاريخ الفن الجميل لدينا وهذا لا يمنع من وجود مواهب مثيرة للإهتمام ولكن ينقصها الدعم كي تكون شاملة وشكرا لمجلة "لقاء"  على إتاحتها هذه الفرصة الجميلة لأقول أشياء في نفس فاتن السعود

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق