إستناد حداد لموقع الغربة: سعيد لوجود سينما عراقية بغض النظر عن نتائجها

بيروت\ غفران محمد ـ

استناد حداد .. كاتب سيناريو وشعر ومخرج مواليد بغداد ٦٣. دبلوم اخراج سينماىي .معهد الفنون الجميلة . كتب العديد من الافلام والتمثيليات والمسلسلات للعديد من التلفزيونات العربية .وكتب الشعر والنقد السينمائي والتشكيلي في الصحف العربية . كتب المسرحية القصيرة والبالية . عضو نقابة الفنانيين العراقيين واتحاد الادباء عضو مؤسس لعربة الغجر .عضو رابطة كتاب وشعراء غرب استراليا .مقيم في استراليا

وكالة "الغربة     "حاورت بالمخرج والكاتب العراقي المغترب إستناد حداد وحاورته عن بعض من مشواره الفني في سياق اللقاء التالي.

 *حضرتك ممثل ومخرج سينمائي وكاتب سيناريو مغترب ،ماذا أضافت لك الغربة وماذا أخذت منك في استراليا؟

الغربة قدمت لنا الحنين الى الوطن . واخذت منا الاحلام .قدمت لنا احلام معوقة واقدام من رمال .الغربة شجرة ورد يابسة . الاحلام عصافيرها المفخخة . الغربة مدرسة اخرى للحياة ونحن تلاميذها ... اذا كانت استراليا قد منحتني السلام فانها ايضا اخذت مني الفن والسيناريوهات التي بقيت مركونة

 *قدمت للأطفال مسلسل كارتوني"طارق وشيرين "للاطفال وكان من تاليفك ورؤيتك الاخراجية والتصميم عن تعليم الحروف واللغة العربية للاطفال كيف وجدت أصداء العمل؟وهل العمل الفني لديك للكبار أصعب أم للأطفال.؟

لافرق بين العملين سواء للكبار او الصغار . المهم الهدف والمضمون والانتاج المناسب والوقت المناسب . الكتابة الصغار تجعلني احلق .بينما الكتابة للكبار تجعلني اغوص في الاعماق...

 *شاركت في بطولة مسرحية"المسرحية الناقصة" وحققت حضورا طيبا لدى الجالية العراقية والعربية ما سر نجاحها برأيك؟

المسرحية التي شاركت بها في استراليا لم تكن الا مسرحية تجريبية واعتمدت على مبدأ لا تاليف او اخراج للعمل وهي غير الارتجال . اقوم على ان كل ممثل يقوم بتمثيل مايختاره هو ويخرجة بطريقته وهكذا فعلنا نحن الثلاثة او النجاح والفشل فليس قضيتي ... علما ان الجالية العربية لاتحضر عروض المسرح والموسيقى والشعر والافلام لذلك اغلبنا في استراليا يقدم فنه للاستراليين .

 *كتبت أكثر من مسرحية هل تفكر بان تبصرها الى النور وتقوم على إخراجها أم ستصدرها في كتاب؟

لا افكر باصدار اي كتاب . لعدم رغبتي في هذا منذ بداياتي والى الان انا اوزع قصائدي وكل ما اكتبه للاصدقاء وهم يحتفظون باوراقي ربما هم سينشرونها ذات يوم علما اني انشر في للصحف والموقع وحتما اتمنى ان ترى مسرحياتي النور خصوصا المسرحيات القصيرة جدا الذي تخصصت به .
 
* ماهو تقييمك الصريح للمهرجانات السينمائية العربية، وفي بعض ولايات استراليا؟

-يقام حاليا مهرجان السينما العربية الاسترالي وبدوري احيي القائمين على هذا الجهد المميز . وكذلك يوجد هنا مهرجان السينما الفلسطينية وبالتاكيد هما مهرجانان عالميان وان كانت الانتاجات عربية . هذه المهرجانات التي اتمنى لها النجاح والاستمرار تلاقي الكثير من الصعوبات فهي غير مدعومة كفاية لذلك هم لايستطيعون جلب نجوم عرب او اجانب او نقاد واستضافتهم ولا يوجد به جوائز او احتفالات ولا دعاية تلفزيونية او اخرى عدا الفيس بووك . لذلك تبدو فقيرة وبالمناسبة كل مهرجانات استراليا هكذا ليس لها دعم كبير وجوائز رغم قوة السينما في استراليا التي ترفد هوليوود بالممثلين والفنيين الكبار في مختلف مجالات الانتاج السينمائي


 *بصفتك ناقد سينمائي كيف تقيّم أفلام بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013وبصراحة؟

برغم انني لم اشاهد وكذلك اغلب الجمهور افلام بغداد عاصمة الثقافة . الا انني فرح لوجود سينما عراقية تعمل لاتهمني النتائج كثيرا مايهمني ان الكاميرا تدور ومن خلال دورانها تخلق جيلا مهنيا الخبرات لا تاتي من التنظير فقط .. العمل يصنع الخبرة

 *كتبت الكثير من الدراسات النقدية ماذا عنها  ماذا قدمت للباحثين في هذا المجال؟

    كانت مجموعتي الاولى العربات التي اجيزت من قبل وزارة الثقافة العراقية عام 84,ان تكون الاولى لولا اعتراضي على لوحة الغلاف . فقد قدمت لوحة للرسام ماتيس ورفضت لسبب كثيرة الالوان وهم ارادوا الوان اقل حتى لاتكلفهم . فسحبت المجموعة ولم افكر بنشر كتاب بعدها . والسبب الاخر لا افكر بالنشر على نفقتي الخاصة .اما بالنسبة للشعر العراقي فهو بخير منذ فجر الحضارة منذ ولادة اول شاعرة في العالم انهيدوانا سرجون الاكدي والى اليوم . الشعر والفنون التشكيلية ولدت ولاتزال في هذه الارض ولا استطيع حصر اسماء المبدعين في العراق فهم كثروا وان الاساليب الشعرية ايضا كثيرة ومتنوعة فلازال الشعراء الشباب يكتبون العمودي واخرون يكتبون الحديث وهذا تناغم جميل .فكل شكل له متذوقيه وانا مع تعدد الاشكال والمدارس والروىء

 *حضرتك شاعر فهل تفكر في اصدار ديوان شعري؟ وكيف تقيم الحركة الشعرية والثقافية في العراق؟ ماذا تكتب اليوم، ما المواضيع التي تفجر الشعر في كيانك؟

حاليا اكتب في مواضيع مختلف منها فلم انميشن للاطفال . ومسلسل فصحى . كما اقوم بكتابة ورؤية لباليه كبير يعتمد على اسطورة معروفة لا اريد ان اتكلم اكثر كي لاتسرق الفكرة . ولكني انوي لتقديمه الى فرقة باليه مشهورة في استراليا ونحن على تواصل ولكل حادث حديث . اما الشعر فياتيني يوميا لكن لا مجال بكتابة كل ما ياتي فمشاغل الحياة كثيرة ايضا .

*لو نعود بذاكرتك الى الوراء هل لك ان تخبرنا كيف كانت بداياتك الفنية في الكتابة للمسرح والنقد السينمائي وكممثل، حدثنا عنها ولو بشكل موجز؟

البدايات . منذ الصف الرابع الابتدائي كتبت سيناريو بطريقة تشبه القصة لم يعلمني احد ولكني كنت اشاهد افلام مصرية كثيرة . واحببت ان اكتب فلم . وفي المدرسة كنت امثل مع الطلاب احس اني قريب من هذا العالم وصادق ان قراءت اول قصائدي وهي بسيطة عن فلسطين واهداني معاون المدير قلم جاف امام الطلاب ورشحتني المدرسة لمهرجان الشعر الطلابي الذي اقيم في الجامعة المستنصرية وحدث ان كتبت تمثيلية البناء للتلفزيون اخرجها كمال عاكف ومنعت اثناء عرضها في التلفزيون والسبب ان الشخصية الرئيسة طفل يعمل صباغ احذية وهذا لا يروق للسلطة انذاك كل هذا حدث وانا في المتوسطة قبل دخولي معهد الفنون الجميلة ومنه بدات المشوار الاحترافي.

*وانت في الغربة كيف تقرأ المشهد الدرامي في العراق وغيابها عن الفضائيات في رمضان وعدم منافستها للدراما العربية؟

من السهل جدا صناعة دراما تنافس الدرامات العربية .الامر لا يحتاج الى مؤتمرات او خطط او نظريات . صناع الدراما يعرفون ماذا يريدون واقصد المؤلف والمخرج والمصور والممثل . لكن لماذا لا ينجحوا حين يعملون معا . هنا مربط الفرس . مشكلة الدراما العراقية ان الفنانيين لا يحبون بعضهم بعضا ولا يحترمون عملهم . اي عمل نحبه نبدع فيه غير ذلك لا تنفع اي نظريات او مؤتمرات . مثال كنت مخرجا المسلسل الاسماء الحسنى الحلقة الاولى . رايت العاملين معي يتعاملون معي على انهم نجوم كبار وانا اول مرة اخرج عملا تلفزيونيا دراميا رغم عملي مساعدا وكاتبا ولاحظت عدم استجابتهم لملاحظاتي . كما ان المنتج كان يحب ارضاء النجوم على حساب العمل . لذلك اقول مالم نعمل كفريق رياضي يستمع ويلاحظ ويحترم ويقدم ماعنده حينها نتجاوز بعض الازمة . الملاحظة الثانية نستطيع تطوير الدراما بتطوير الكوادر الفنية وتثقيفها وهذا غير موجود حاليا .انا مستعد لان اقدم حلولا اخرى بتطوير الدراما خلال سنة وبتكاليف اقل مما يصرف لها بشرط ان يتعاون ذوي الشأن معي .

 *هل حققت طموحاتك في المنفى؟

كيف لمنفى ان يحقق طموحا . الوطن البديل او الثاني يقدم اشياء مختلفة بناءا على ثقافة مختلفة نحن هنا نتعلم منهم الاشياء الجيدة اخذها والاشياء السيئة اتركها فليس كل مايقدمه الغرب هو الاهم والافضل . بالتاكيد لا . نحن قدمنا الى هذه البلدان متاخرين . لو ولدنا هنا لاختلف الامر كما حدث للممثل دون مالك الاسترالي المولد من اب عراقي او الروائي الاسترالي ديفيد معلوف المولود هنا من اب لبناني وهكذا . نحن هنا اضعنا المشيتان ان صح التعبير لم نستمر في العراق والعالم العربي . ولم نستطع ان نجري هنا .

.*عربة الغجر الفنون والاداب قدمت عدة رحلات ادبية فنية على شكل عروض .كنت انت مخرجا ومعدا لها لك ان تحدثنا عن اهمية ظهور هكذا مشروع ثقافي مستقل في ظروف حرب الثمانينات ؟

 ..نعم كانت الحاجة ماسه لظهور هكذا تجمع ادبي فني جمالي احتفالي يقوم على الابداع الخالص. بمعنى تقديم الشعر بوصفه ابداعا خالصا وليس استهلاكا كما كانت تسوقه السلطة انذاك وكذلك الرسم والموسيقى .لم نقدم ما كانت تريده السلطة من المثقفين .اي شعر المدح ورسم وتمجيد الدكتاتور . ولو استعرضنا اسماء المشاركين معنا لعرفتي كم كنا مقاومين لسلطة الثقافة التي ارادت ان تصبغ الثقافة العراقية بلون زيتوني . كنا نغرد خارج السرب... للامانة التاريخية لابد ان اذكر المؤسسين معي في تلك الظروف الصعبة وهم الرسامون سعيد شنين وعبدالجبار الجنابي وضياء مهدي والشاعر سعد جاسم وشاركنا اغلب الرحلات الشعراء خزعل الماجدي وزاهر الجيزاني وسلام كاظم وباسم المرعبي وعبدالحميد الصائح ودنيا ميخائيل وريم قيس كبة والموسيقي سامي نسيم وجواد محسن والقاصون حميد المختار وعلي السوداني وهدية حسين .. ويعذرني الاخرون بمحبة المهم اكثر من مئة شخصية ادبية وفنية . واخيرا اقول لكم شكرا لهذه المساحة من البوح وشكرا لمدها الجسور معنا رغم المسافات وسلامي الى بغداد واهلها وجسورها واسواقها واطفالها وشناشيلها

* ماهواياتك التي تحب ممارستها بأوقات الفراغ؟

هواياتي الرسم والنحت الفخاري وتصميم الازياء .والطبخ 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق