عبد السلام عبد الله ل(الغربة):الفن التشكيلي يوثق الزمن وليس مذكرة للتدوين


* أعارض تسمية الفنان بكلمة الدكتور

بيروت \غفران حداد ـ

  عبد السلام عبد الله فنان تشكيلي سوري من مواليد الرميلان 1961، يعتبر من رموز الفن التشكيلي السوري المعاصر ،تخرج من كلية الفنون الجميلة بدمشق لعام 1985 وحاز على جوائز وشهادات تقدير كما أصدرت المؤسسة العامة للبريد في سورية خمسة طوابع لأعماله في معرض الزهور الدولي الثلاثين عام 2003،  حين يتأمل  المرء لوحاتهِ سيشعر بالتفاؤل والسرور من مجرد النظر إليها فضلاً عن أن مران عبد الله على تقنياته جعله قادراً على الاختصار دون التقليل من قيمة المعطى البصري الذي يعمل عليه فضربات ريشته فيها حرية أكبر والخبرة واضحة في معظم لوحاته.
تاريخهِ الفني حافلٌ بالإنجازات والمعارض والجوائز والشهادات التقديرية المحلية والعربية والدولية ،وتعجز الكلمات لوصف مسيرة فنية وغنية ومعطاءة بحجم التاريخ الفني  المشرق للفنان عبد السلام عبد الله .
وكالة "الغربة"حاورته عن بعض من مشوارهِ الفني التشكيلي في سياق اللقاء التالي.
*تفتخر دائما بإنتمائك لمدينة القامشلي وبأن والدتك الفلاحة البسيطة التي تركت أثرا كبيراً على موهبتك حدثنا ما الأثر الذي تركته فيك مدينتك ووالدتك؟
قال فولتير : انظر الشخص تعرف بيئته . البيئة مصدر الجينات وهوس البنية الفكرية .الفن ذاتي واقتباس من محيط دائرة اللون وزركشات فساتين والدتي الموردة هي مؤثرات عينية رؤية بصرية .العين ترى والعقل يدرك واليد تنفذ ..أما والدي كان ملهماً بعفويته للأرض وما في رحمها من أزاهير الفصلية والربيعية تحديداً وبيئتي مهرجان من الألوان في زيهم بكل مناخ الحياة اليومية .
*ما أكثر ما يميز طفولتك؟ وأكيد كنت مميزاً عن أقرانك؟
 حسبما يقال لي عن طفولتي من الأهل وأساتذتي كنت دائم الشرود وصانع المواقف العفوية والابداعية في صنع ألعاب طينية وخشبية غريبة الأشكال وكنت سريع الحفظ ودفاتري مليئة بالرسومات دوماً ...وكان أول معرض لي زيتي وعمري 13 سنة 1973 وكنت كثير الانزواء والأنطواء والتفرد وكثير التأمل في الاشياء في حيطان جدران القرية من ايحاءات كانت ترأى لي من أشكال عفوية تعبيرية بايحاءات خيالية .

*متى رسمت أول لوحة ؟وأول معرض شخصي أقمته؟
اول لوحة رسمتها في الصف السابع اما رسومات على دفاتري منذ المرحلة الابتدائية وما كنت اجيد وقتها اللغة العربية واول لوحة في عمر 13 -عام 1973 وعملت معرض زياتي باشراف استاذي بالمركز الثقافي بالقامشلي.
* تنتمي إلى المدرسة الانطباعية الواقعية على مجموعة من التقنيات التشكيلية مع المبالغة في طرح القيم اللونية عبر إظهار المشهد بأنقى جمالياته ،ما الذي جذبك لهذه المدرسة دون غيرها؟
طبعاً بعد التخرج من كلية الفنون الجميلة بدمشق كنت ملما برسم افلام كرتون وكان رقمي الثالث في سورية من يرسمون الكرتون وملما برسم قصص الاطفال كنت كثير القراءة ونهماً للكتاب ومحباً للموسيقى وكنت الصديق الدائم للطبيعة كالصياد أتجول بين ثنايا واحضان الطبيعة وكثير الرسم في الهواء الطلق ...وتأثرت برائد الانطباعية كلود مونيه من حيث المدرسة التشكيلية ولكن كنت ارسم بمعلقة تلك المدرسة الغربية بينما كنت اتناول من وليمة بيئتي السورية بالعموم والجزيرة بالخصوص وجغرافيتي كانت كل البلدان للطبيعة والمحاكاة الدائمة ...وكل مشهد نافذة واطلالة شعرية وموسيقية بصرية اسمعها بعينيّ.

* ومرجع جمعي وشخصي في تجربتك ؟
طبعاً في البدايات الانجذاب المغناطيسي دون التحليل والمعرفة في الاسباب للمدرسة الانطباعية والواقعية وبعد التبحر والتعمق والمثابرة والغوص في محيط والتلاطم بامواج اللونية الانطباعية ادركت السباحة فيها وغمزات الاغراء الوني والعزف والتراقص في ايقاعاتها البصرية منها احببتها اكثر وبسمات الاشراقة الضوئية عليها . والغنى اللوني اللامنتهي فيها وشخصها الجامع تقريباً لكل المدارس التشكيلية والسهل الممتنع بلغتها البصرية والتقنية .والايقاعات الموسيقية البصرية التي في نوتها قريبة لطبيعتي الانفعالية اثناء الرسم والحسية والرقص في ضربات الريشة واللون على لسان حالي وحالها من التقارب

* إن لكل فنان أسلوب يمتاز به وأسلوب يمثله"، ما هي خاصيات أسلوب الفنان التشكيلي "عبد السلام عبد الله"؟
الفنان يتأثر بمرجعيات شتى يتأثر ويأثر ولكن يصوغ الخصوصية والفردية كنت زائر دائم للمتاحف العالم متحف برادو باسبانيا مثلا والمتحف الفن الحديث بروما ايطاليا القراءة البصرية ثقافة عامة ومرجعية ادراكية ولكن المرجع الاساسي هو ذات وتركيبية النفس لدى الفنان انا خليط من العجينة الفنية الغربية والشرقية وباللسانيين استنبط لسان حالي وتفردي وبصمتي من ريشتي ومسرحي في لوحتي وقصتي بيئتي والنورانية المحلية والشرقية للعالمية .

*اللوحة بالنسبة إليك هل هي بناء عقلاني أم هي ميلاد روحي؟
السيالة العصبية تجري من ريشتي الى رعشة ودقات قلبي ليستفيض منها وتجسيد شخص خاص بي وهوية لونية معلماً لي هي الورود ذاك العالم الغني باللون والشكل والانسنة التي ائنسنها بناسي بشكل خاص والطبيعة بشكل عام والبورتريه الذي احبه والرسم فيه بالمباشرة . واحب البنائية اللونية الزاهية والصريحة والمغامرة في الكم اللوني والغنائية والتجاورية فيما بينهم وتلك اللالوان الضاحكة والفرحة والمشرقة والنقية والايقاع الموسيقي البصري في لوحاتي من سمفونيات بصرية وخير ما يلهمني تلك الضربات في الريشة والجنونية في رقصتها الادائية الحسية والروحية ..واحياناً التجنح في هواء اللوحة بمساحات تجريدية لونية من ضربات الفورجون في الطبيعة بشكل خاص
*أي الموقفين يبعث الحماسة في إحساس الفنان التشكيلي "عبد السلام"، وقوف فنان تشكيلي أمام لوحاته ويناقشه فحواها أم وقوف إنسان بسيط أمامها وسؤاله عن مضمونها؟
كلا الوجهان العارمان يهيمنان عليي وينتابني أمام وجه اللوحة البيضاء اغراءاً راقصاً عفوياً تلقائياً وأحياناً عازفاً بريشتي ونوطتي اللونية وعلاماتها مدركاً بابجديتي الموضوعة في هامة التكوين والموضوع ومناقشاً بالمنلوج الداخلي مع نفسي وسطح اللوحة كثياً ما أرسم اللوحة واضحك وابكي تارتاً واكلم نفسي وصديقتي هي لوحتي ولسان حالي تلك المساحة والتحدي بيني وبين ذاتي لاقصاء تلك قصتي وحكايتي لحظات تغمرني بنشوتي وهفهفات من روحي لجسدي واعبر شط اللون والتكوين لاشكل تلك الهمزتي .
* أصدرت المؤسسة العامة للبريد في سورية خمسة طوابع لأعمالك في معرض الزهور الدولي الثلاثين عام2003ماذا يعني لك هذا الحدث؟
المرء يكرم ومن الطبيعي كل تكريم يرفع من متابعتي للاصرار نحو الافضل والاهم وفرحت بالطوابع والتكريم لانها وثيقة للتاريخ ودافع للمثابرة والتعبير عن مكنون هبة الموهبة وتيقى التكريمات مرجعية دائمة للدلالة لحب الطبيعة وجمال الفن وقيمه .

* الأديب والشاعر الفرنسي "فيكتور هوغر" يقول "لا تكثر الإيضاح فتفسد روعة الفن" هل تتفق أم تعارض هذا القول؟
نعم اتفق مع قول فيكتور هوغو ولكن لكل مدرسة قيمتها مثلا الكلاسيكية تسجيلية فلها قيمتها ولكل مدرسة اعتبراتها القيمية ولكن حسب المرسة ممكن اقول بعض المدارس الفنية كل سهل ومستساغ وتسجيلي والوضوح فيها تقلل من حواريتها والغور والغوص في معالم ومنأى وفحوى المعاني فيها وغير دافع للسير نحو التقدم للحركة الفكرية والمحاكاة ...وانا شخصياً عملي غير تسجيلي رغم الوضوح في من ايثارات وتشكيلات بصرية ترافق الماكاة مع المتلقي اضعه في مواجه الحوار من البينة اللونية والتغريبية المشهدية والانجذاب اليها والتلاعب اللوني وسيلة لاضع عين المتلقي في حوارية لا تنتهي .
  * لوحات وفضاءات وزهور ملونة، تطغى على لوحاتك  هل فقدت الأمل في تحقيق أحلامك واقعيا فهربت الى سطح اللوحة لتأسيس مدن حلمية؟
من لا يدرك لغة الورد وفك رموزها فلا يمكن معرفة قدر وقيمة تلك الزهور ( اذا معك رغيفان فبع احدهم واشتري به الورد وكل الثاني لتغذي جسدك ) حكما الفنا يرسم احلام مستقبلية لنفسه ولناسه ولبلده الفنان شاهد تاريخ وقدوة لغيره انا اصلا دائم التخيل وحالة الاحلم والخيال نصف الحقيقة .
  *يصف غاستون باشلار لحظة الخلق بكونها لحظة ميتافيزيقية، كيف تنظر الى عملية الإبداع وهي تخضع لعمليات القسر النظرية، وأعني تحديدا البيانات والتنظيرات التي تسبق أو تحايث أنجاز العمل الفني ؟
الطبيعة بحد ذاتها ميتافيزيقيا . ورائها سر وعظمة الخالق ربنا الله سبحانه وتعالى . واي جزء من جسد قلعة الميتافيزيقيا هي الولوج في نفس ولادة اي عمل والفكرة منه اي عمل يحتاج بيانات الاختزال والتغيير والاضافة بحكم التشكيل للوصول للمبتغى وكشف المعالم العظيمة والخفية المنقولة بتصرف لكي يولد عمل له وجهه الخاص ومعني للبشرية في ضفيرة الفكر المكتشف والعبرة منه والقدوة للتقدوم نحو الافضل .
* كيف تنظر إلى هجرة الفنان على المستوى الفني الإنساني، وهل أضافت لك هجرتك من القامشلي إلى أوربا الأمان والطمأنينة ؟
الفنان ابن بيئته وزمنه ولكن بالنسبة لي الهجرة قسرية حولية ظرفية فوق كل الظروفي الارادية ،اما للفن اعتبارات الحب في التنقل والسفر والهجرة لاكتشافات الحيثية والرغبوية وثنايا البحث والاطلاع  واما الغربة المفروضة على ثوب الاقامة الفرضية فهي كربة على عين القلب .
*حزت على عدة جوائز وشهادات تقديرية ماذا تعني لك الجائزة؟
الجائزة تعني لي اين موقعي على سلم الصعود،وانا بطبيعتي احب الطيران الى الشرة ولكن درجة درجو على سلم العمل والبحث فيه واعتبر كل جائزة هي من عطر عمل الفنان وبسمة لروحه ليس اكثر ،من الطبيعي تسقي الوردة لتتفتح وتعطي عطرها واريجها،.من الطبيعي تغازل العين بالكحل لنرى جماله ،وننثر طيب الكلام لنرى بسمتها وهكذا حال الفنان ، لكل مرحلة قلادة معدنية ونوعية وسطوة فرحها وبريقها النفسي لدى الفنان وسطوع نجمها ولذلك أحب الشمس رغم حرارة وقوة اشعتها ولكن اضائتها تشرق الضوء لتنير وجه الاشياء كلها .

*عندما تصبح اللوحة من حق مالكها ماذا يبقى منها في دواخل خالقها؟
كالفاه اداة تعبير للبسمة وللبكاء . فاقتناء اللوحة لمالكها بسمة وللفنان حسرة ممزوجة بضحكة والغياب حسرة ...ولكن اقول اجمل شئ ان احول احزان الناس الى فرح وحتى لو انا حزين.
*هل أثرت التقنيات الحديثة وأقصد الكمبيوتر على الفن التشكيلي؟
اواه من زمن كان يد الفنان على ريشته والباليت على يده اليسار بجانب القلب اما الآن تحول يد كثير منهم على ماوس وباليت الكمبيوتر ومع كل ذلك لا تغيب شمس الفن الاصيل الا على هؤلاء الفن ليس مكننة ادوات العصرنة بلا احساس ادراك وآلية فقط اما الفن الحقيقي احساس وروح وانتصار على ادوات المكننة والصناعة الفن ابداع يتجسد فيع الحس والروح والعقل الباطن كان قديما تبدع العمل الفني في سنين اما لوحة الكمبيوتر دقائق فولادة اي عمل فني ولادة قسرية بدون روح او اي احساس ( استثني فن الاعلان والتصميم او جزء من الفن السابع ).
*كتب الرسام والنحات والفنان التشكيلي الاسباني "بابلوبيكاسو" يقول "الرسم طريقة أخرى لكتابة المذكرات"، هل تعارض أم توافق هذا المعتقد؟
نعم أوافق من ناحية توثيق للزمن ولا أوافق من حيث الفنان ليس مذكرة للتدوين بقدر ما هو آلية البحث ولغير زمنه من اكتشافاته فهو قدوة للغيير والابداع فيما هو القادمون اليه نحو التجلي للافضلية للبشرية والسبر نحو الاهم والارقة. 

*لماذا تعارض فكرة أن ينادي الفنان الذي يحصل على شهادة الدكتوراه بلقبه العلمي دكتور ،وهل سيقلل أم يزيد من منجزه الفني؟
  نعم أعارض تسمية الفنان بكلمة الدكتور ...اذا لقب فهو له واذا اعتبارات قياسية فنية فهي ضده لان الفن نسبي وليس معيار في كل الازمنة وفي كل مراحل فلسفة الفن بالعالم لم يستطيعوا ان يحددوا معيارا او مقياساً للفن ....تخيلي نقول الدكتور ليوناردو دافنشي او الدكتور بيكاسو او الدكتور بيتهوفن ؟؟؟؟

*من يعجبك من الفنانين التشكيلين العراقيين في بغداد ؟
تاريخ العراق عريقة بالفن بكل اطيافه الفنية والنوعية غنية بالفن والفنانين . وعذراً لا حصرى للاسماء المهمة ولكن على سبيل الذكر وليس الحصر أحب اعمال الفنان جبير علوان واعمال الفنان ضياء العزاوي وانا مغرم بفن الطرب العراقي والشجن .ونحاتون عظماء عذرا للتذكير ولا للحصر اسماء فنانين كثر.

*من يلهمك أكثر في الرسم،الطبيعة،المرأة،معاناة الشعوب؟
الهام الفن هبة من الله ولكن في كونونية طبيعتي . الطبيعة ملهمتي والورد عشيقتي والمرأة مشجعتي وحبيبتي ومعاناة الشعوب اثارتي ، وجنون لريشتي للتعبير عنه .

*بعيداً عن اللون والفرشاة ،ما الهوايات التي تحب ممارستها في أوقات الفراغ؟
 الاستماع للموسيقى  والتصفح في الكتب وقراءته والرياضة وممارستها واحب المطبخ رغم إني أقلل في أكلي،.واحب عالم قيادة الطيران المدني

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق