علياء المالكي لموقع الغربة: الشعر بالنسبة لي غاية والإعلام وسيلة


بيروت\غفران حداد ـ

علياء المالكي شاعرة وإعلامية عراقية مبدعة حاصلة على بكالوريوس فنون جميلة – تصميم أقمشة  ، من نتاجها الأدبي  أصدرت  عدة مجموعات شعرية منها" أكثر من قمر لليلة واحدة "  ،" طوق الفراشة "، " عيون إينانا " أنطولوجيا للشعر النسوي مترجمة الى الألمانية صدرت عام 2010 بالتعاون مع معهد غوته في العراق،"رفيف الثريا "أنطلوجيا شعرية للشعر النسوي صادرة عن الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق أما في مجال الإعلام فقدمت عدة برامج إذاعية مثل " حوارات ثقافية ، كاتب ومقال ، قاريء وكتاب ، وقالت شهرزاد ، كوكتيل كما عملت في إعداد وتقديم البرامج التلفزيونية على شاشة العراقية أهمها إعداد وتقديم برنامج "ضيف العراقية" ، إضافة الى كتابة البرامج الوثائقية .

وكالة"الغربة "حاورتها عن بعض من مشوارها الأدبي والإعلامي في سياق اللقاء التالي.

 * هل يمكن لي أن أعود بكِ إلى البدايات ، عن عوالم الطفولة وأثرها على الشاعرة علياء المالكي ؟ *كيف كانت الكتابات الأولى ؟
 ومتى نشرتِ أول قصيدة ؟ هل تذكرين عنوانها ؟

-    بداياتي في الكتابة كانت أشبه بخواطر لطفلة في التاسعة أو العاشرة من عمرها ، واتسعت كلما تقدم بي العمر واكتسبت المعرفة باللغة و المعاني وأساليب الشعر و نظمه والقوالب والعروض ، و في سن المراهقة الأولى أصبحت كلماتي تقترب من الوزن والقافية و المواضيع كانت متنوعة ، وبمرحلة تلتها أصبحت أكتب بشكل أفضل وحاولت النشر وقتها في بعض الصحف المحلية لكني لم أستطع لسيطرة الحزب الحاكم فترة التسعينيات على الأدب وما ينشر ومن ينشر ، رغم إصغاء البعض من كبار الشعراء و الإشادة بكتاباتي وتقديم النصح كالشاعر عبد الزهرة زكي .
بعد عام 2003 وتغير النظام الحاكم ، عدت لمحاولة النشر بعد نضج تجربتي أكثر .. فنشرت لي قصيدة عمودية بعنوان المعبودة في جريدة المشرق عن طريق الشاعر والإعلامي المعروف جواد الحطاب وقد أرسلتها من ليبيا حيث كنت أعيش و أعمل هناك في تلك الفترة .. حتى عدت للعراق و قابلت الشاعر منذر عبد الحر في جريدة السيادة لينشر لي بعض القصائد من بينها تحت الحريق ، حتى وصلت إلى الاتحاد العام للأدباء في العراق منتصف عام 2005وبدأت مشواري الشعري من هناك .

*هل للمكان أثر في قصائدكِ ؟ *حديثينا عن طقوسكِ اليومية متى تكتبين ؟
ما الذي يوجد هناك في عزلتكِ لأجل الكتابة ؟ هل تسمحين لنا بزيارة محرابك ولو وصفاً ؟

- لكل شيء أثر ٌ في القصيدة لابد من ذلك ، المكان والأشخاص والأشياء التي حولنا بروحها وجماداتها برقتها وصلابتها بكل ألوانها و رائحتها .. كل شيء يؤثر في الكتابة .. و إذا أردنا بالمكان محرابي للكتابة .. فليس لدي محراب ثابت قد أكتب القصيدة في طريقي إلى العمل ، لكني بالتأكيد أحتاج الى تشذيبها و تنقيحها حتى أتوصل الى القناعة بنشرها وقد لا أنشرها وتقبع مع قصائدي المهملة او المؤجلة الكثيرة .. ولكني في أحيان كثيرة أفضل الكتابة في عزلة وهدوء شاعري قد اسمع فيه لموسيقى قريبة من روح ما أكتب و أحب التوغل جدا في عالم آخر أدخل فيه في حالة انقطاع وتأمل شديد ، هذه أفضل الطرق لاقتناص النص حين يحاول الهرب مني .

 *شاركتِ بعدة أمسيات شعرية في كوردستان فكيف وجدتِ أصداء قصائدكِ لدى المثقف الكوردي.؟

-    من أجمل الأشياء التي جعلتني أحب كوني شاعرة هي مشاركتي في الأماسي والاصابيح الكردية الجميلة .. التي حضيت بها قبل سنوات كمهرجان كلاويز في السليمانية و نوهدرا في دهوك .. هذه فعاليات لا يمكن أن تنسى لأنها تطرز معنى جمالي بذاكرة كل فنان وأديب .. كما كانت لقصائدي وقعا له خصوصيته في نفوس الأصدقاء في كردستان .. حتى جعلتني أكتب وقتها قصيدة بعنوان على صدى دبكة أتغنى بها بالدبكات الكردية كثرة تأثيرها في نفسي وبوحها بشكل آخر عن ما يدور بداخلي وجعلتني أشعر بأن رقصات بلادي نبضات حياة .

 * الى أي المدارس الشعرية تنتمي الشاعرة علياء المالكي ؟

-    لا أنتمي لمدرسة محددة .

* البعض يردد أن هناك "أدب نسوي " و"أدب رجالي " هل أنتِ مع أم ضد هذه التسمية ؟

-    الأدب أدب لا يصنف بناء على الجنس البشري .. فالمرأة يمكنها أن تقدم أدبا ً راقيا ً قدر ما يمكن للرجل أن يقدم ذلك والعكس بالعكس ... وكذلك المواضيع والاساليب التي يكتب بها الرجل تسطي عان تكتب بها المرأة وقد تتفوق عليه ، أما اذا جاء التصنيف على الشخصيات الادبية بالساحة من حيث عددهم او تقسيمهم كفئات فلا بأس على شرط تقدير المستوى الحقيقي لهذه الفئة .

*كيف تنظرين إلى حركة الشعر في العراق اليوم؟

-    حركة واسعة ومكثفة لكنها تركض باتجاهات مختلفة دونما رقيب ولا حسيب لدرجة أن الحابل اختلط بالنابل .. كنا نتمنى هذه الحرية بالسابق لكن ليس إلى درجة أن يرتقي المنصة من لاعلاقة له بالشعر ويصفق له ويطبع له ما يسمى بديوان شعري ويسلم درع ويصنف كشاعر .. أنا أخشى على المستقبل والذائقة التي ستحتاج أن تفرز ما بين ما هو حقيقي وما هو مزيف .. فالحركة النقدية التي يقع على عاتقها التصميف تسيرعلى المنوال نفسه .

 *ما مستقبل الكتاب من وجهة نظركِ مع ما يحدث من تطور الآن في وسائل الاتصال؟ هل سيحافظ الكتاب على مكانته؟

-    الكتاب تطور كما تطور الزمن تكنلوجيا ً و أصبح الكتاب أليكترونيا ً .. فقط أتمنى أن لا نتحول نحن و نصبح ريبوتات تقرأ ولا تشعر .. بالطبع لن نستطيع أن نراهن على عدم مكوث الكتاب في رف المكتبة لفترة طويلة و أن المشتري الذي وجد البدائل في الإنترنت سيدفع ليشتري كتابا قد يحظى بوقت لقراءته بدلا من قراءات منشورات الفيس بوك المجانية و الجاذبة للاهتمام .. لن نراهن على ذلك لأننا سنخسر فكلما تقدم بنا الزمن أصبحت ظاهرة العزوف عن القراءة خاصة في عالمنا الشرقي ظاهرة مؤلمة .. أمام هذا الكم الهائل من المطبوعات و تسهيل عمليات الطباعة والنشر لنغرق بكتب يختلط فيها الجيد بالرديء ، لكننا نأمل أن تكون هنالك حلول لجذب القاريء إلى المكتبات و إن كانت أليكترونية لا بأس من التطور ولكن المهم أن هناك من يقرأ لنكون بخير .. رغم خصوصية القراءة الكلاسيكية وجمال الكتاب حين يكون أنيسا ً ورفيقا ً في البيت وفي الطريق وفي ساعات الانتظار الطويلة برائحة الورق التي تقودنا لعالم ساحر .

*كيف هي علاقتك مع التكنولوجيا، هل هي حميمية إلى حدّ يسمح لك بالتعامل مع أدواتها كشبكات التواصل الاجتماعي (تويتر، الفيس بوك وغيرها) ؟

-    أنا أوجد للأشياء حميمية كي أتعايش معها ، فهي بالنسبة لي كعلاقة اللون بالفرشاة .. كلما أتقنت وتفننت بمزجه استطعت أن ترسم بفرشاتك بشكل أفضل ، كذلك علاقة الشعراء بخمرهم حين اخترعوا العلاقة بين الشعر وكأس الخمر في إستثارة الحواس واستدعاء شياطين الشعر .. ربما للتكنلوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي شياطين كذلك توحي لنا بالكتابة .

*ماذا تكتبين حالياً ؟

-    من مدة إنتهيت من تجهيز مجموعتي الشعرية النثرية الجديدة التي أعدها للطباعة في إحدى دور النشر المعروفة ، لكني مازلت مترددة بالعنوان ، وكذلك بدأت بكتابة أكثر من إتجاه فلدي مجموعة شعرية أخرى لكنها من الشعر الموزون ، وبدأت كذلك بتجهيز مجموعة قصصية تعد الكتاب الأول لي في مجال القصة والقصة القصيرة والقصيرة جدا ، إضافة لمشاريع أخرى أعدها للمستقبل قد تكون مفاجأة لكنها مؤجلة .

*حضرتِك إعلامية وشاعرة فأين تجدين نفسكِ أكثر وبصراحة ؟

-    الشعر غاية والإعلام وسيلة .. لا يمكن المقارنة بين الغاية والوسيلة كأننا نقارن بين المدرسة و الباص الذي يقودنا إلى المدرسة ، لا غنى لنا عن كليهما لكن للمدرسة قدسيتها وللباص أهميته .. العمل الإعلامي متفرع من أساليبه : الكتابة الإبداعية كإعداد البرامج الوثائقية و التحرير الخبري .. بالتأكيد اللغة الشعرية بكل جمالياتها تبقى هي الأسمى .. لأن الشعر هو غاية الإتقان والخيال اللغوي .. برأيي من يستطيع أن يكتب قصيدة رائعة متكاملة يستطيع أن يكتب كل شيء .

*بعيداً عن الإعلام والشعر هل لديكِ إهتمامات وهوايات أخرى ؟

-    سؤال محرج لأني متعددة .. أولا أنا اكتب أصناف أدبية أخرى غير الشعر لكني أتميز بالشعر أكثر وكذلك أنا متعدده الهوايات فأنا خريجة كلية الفنون الجميلة فرع تصميم الأقمشة وعملت في التدريس لهذا الاختصاص في ليبيا إضافة إلى مهارة الخياطة والتطريز ، أما الاهتمام الآخر فهو فن التصوير الفوتوغرافي الذي عملت في مجاله لفترة أيضا و أسعى للمشاركة في معارض ، و اهتمامي الحالي بشكل كبير في الموسيقى كوني أدرسها و أتمرن على آلة الكمان التي أحبها كثيرا ً .. باختصار تثيرني الآداب والفنون و تثير جنوني .

*كلمة ختامية للقارئ العراقي و العربي من خلال وكالة"الغربة"؟

-    ليس بالضرورة أن جميع ما تقرأه صحيح في الواقع فلا تؤمن بكل ما في الكتب فقد تكون أكاذيب كتبت لأغراض معينة أو مجرد حبر على ورق لكاتب عابث .. آمن فقط بما يجعلك مطمئنا ً أو ابحث حتى تطمئن .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق